مهنه , الاداره
هل الاداره فن ام علم ام مهنه
هل الاداره فن ام علم ام مهن
الإدارة فن :
درجت النظرة التقليدية إلى الإدارة على اعتبارها فناً يعتمد النجاح في إجادته على الصفات
الشخصية التي تصقلها الخبرة والتجربة. وعلى كل حال فإنه يمكن القول بأن ألوان النشاط التي
تعتبر فناً يتركز الاهتمام فيها حول حلو المهارة وحسن التصرف في تطبيق المعارف والمعلومات.
ومن هذه الناحية نجد أن هناك جانب الفن في الإدارة. ولعل النظرة إلى الإدارة التعليمية كفن في
أساسها إلى ما كان يحدث من تركيز الاهتمام على الصفة التعليمية أكثر من الموصوف الإدارة
ويتركز جانب الفن في الإدارة حول مفهوم رجل الإدارة بأنه من يولد قائداً أو من كانت لديه
سمات شخصية قيادية يصقلها بالخبرة والتجربة ومن ثم يستطيع باستمرار أن يحسن ويجيد فن
الإدارة بطريقة ناجحة.
وهذه النظرة تعتبر امتداداً لما كان ينظر به إلى الإدارة في الماضي على أنها أحد الفنون العملية
القديمة، ثم تبلورت كدراسة متخصصة في القرن العشرين وكان التركيز منصباً على المهارات
العملية المتصلة بالمادة الدراسية مثل التدريس والتمويل، وتسيير العمل،وبناء المدارس وكان
إعداد البرامج الإدارية يعكس هذا الاتجاه وكان موجهاً نحو ما يسمى (بالمدخل العلمي) الذي يهتم
أساساً باكتساب المهارات والأساليب الفنية في إعداد الميزانية والجدول المدرسي وتنمية العلاقات العامة ... الخ
وكان المعتقد أنه لكي تكون إدارياً ناجحاً يجب أولاً أن تملك ما يشبه الكيس الكبير المليء بالحيل
وليس المقصود من ذلك نقد هذا الأسلوب القديم بقصد تركه نهائياً وإنما القصد أن هذا المدخل
التقليدي محدود وأن رجل الإدارة الحديثة يجب ألا يتوقف عند هذا الحد. فالإدارة شأنها شان باقي
العلوم يجب ألا تعتمد على الخبرة والمشاهدة فقط وإنما يكمل هذا إطار علمي ونظري يوجه
الجانب العملي ويرشده.
الإدارة علم:
من الاتجاهات الحديثة نسبياً في الإدارة محاولة إرساء قواعدها على أصول علمية يمكن أن
يهتدي بها رجل الإدارة في ممارسته لعمله، ويعني جانب العلم في الإدارة بإرساء وتعميق
المفاهيم والمبادئ العلمية وما يرتبط بها من البحث عن المعلومات الجديدة واستخدام الطرق
العلمية في الممارسة وفي تناول البيانات وتصنيفها وقياسها ووضع الفروض لها واختباره،
ومن ثم نجد أن الإدارة خلال السنوات الأخيرة حاولت تطوير جوانب العلم بها. ومع أن جانب
العلم في الإدارة لا يلغي جانب الفن فإن أهمية الجانب الأول تتزايد باستمرار وتستهدف وضع
أسس عملية ثابتة للإدارة .ويرى هذا الاتجاه أن الإدارة ما هي إلا ميدان من ميادين العلوم
التطبيقية تطبق فيه الأساليب العلمية حيث أن الإداري أو من مارس عملية الإدارة يقوم بتطبيق
الأسس العلمية بنفس الطريقة التي يتبعها كل من المهندس أو الطبيب في عمله. صحيح أن
هناك جانب الفن في الإدارة كما في الهندسة والطب. ولكن كلما زادت المعلومات العلمية عن
الإدارة ساعد ذلك على تقليل جانب الفن. وإذا كان طبيب اليوم يفوق حكيم الأمس فمرجع هذا
إلى توافر المعرفة العملية بصورة تفوق كثيراً ما كانت لدى زميله الأسبق. ويهدف هذا الاتجاه
العلمي في دراسة الإدارة إلى الوصول إلى معايير محددة تقاس على أساسها كفاءة وفعالية
الإدارة بطريقة عملية موضوعية. وقد ساعد هذا الاتجاه على استقطاب الجهود نحو وضع نظرية
للإدارة باعتبارها المدخل الرئيس لعلم الإدارة.
الإدارة مهنة :
أما ما يتعلق بكون الإدارة مهنة فيقتضي أولاً تحديد المقصود بالمهنة. ويمكن تحديد أهم معالم
المهنة وخصائصها فيما يلي:
1 – المهنة تقوم على مجموعة متكاملة من المعارف والأفكار التي تتطلب تدريباً عقلياً، وتقتصر
معرفتها على فئة معينة من الناس.
2 – تقتضي المهنة التركيز على الأنشطة العقلية أكثر منها على الأنشطة الجسمية أو اليدوية
العلمية بل إن هذه الأنشطة الأخيرة تكون موجهة بدرجة عقلية عالية.
3 – تتطلب المهنة مدة طويلة من التدريب المتخصص.
4 – تتميز المهنة بمدى من الحرية في التصرف والحرية في إعطاء الحكم.
5 – المهنة تتطلب اتجاهاً اختبارياً تجريبياً نحو المعلومات وعلى هذا تتطلب البحث عن أفكار
جديدة.
6 – تؤكد المهنة خدمة الآخرين وتركز على الخدمة المؤداة أكثر من تركيزها على جمع المال،
ولهذا يكون لها عادة دستور أخلاقي يتطلب أو ينص على ألا يكون العائد المادي وحده هو الدافع
الوحيد.
7 – لكل مهنة نقابة أو رابطة مهنية. والدخول إلى المهنة يحدده عادة مستويات تضعها هذه
الروابط المهنية، ويتطلب في قبول العضو موافقة مجموعة من الأفراد لها نفس الاتجاهات
والتدريب.